نصوص حلقات أخلاقنا في الميزان

برنامج يتحدث عن فقه المهن وأخلاق الفرد وتفاعله مع المجتمع ومن هذه المواضيع / فقه المعاملات والمهن / كيف يكون الطبيب مسلما في عيادته / كيف يكون الطالب مسلما في جامعته/ كيف يكون التاجر مسلما في تجارته / مدى تأثير هذه الثقافة على الفرد والمجتمع / كيف نصل الى مجتمع مسلم متكامل

أحمد الله رب العالمين.. حمد عباده الشاكرين.. الذاكرين، ونشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأن سيدنا محمدا عبده ورسوله..
اللهم صلِّ وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله.. صلاة وسلاما متلازمين إلى يوم الدين.
ثم أما بعد...
أحبتي في الله أحييكم جميعا بتحية الإسلام.. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وهذه حلقة جديدة من برنامجكم أخلاقنا في الميزان.
تحدثنا في الحلقتين السابقتين عن أخلاق أو معايير خلق المعلم، والمعلمة، ويعني كان من الواجب عن أخلاقيات المتعلم، ولكن سوف نربط هذا الحديث بأخلاق المتعلم؛ لكي تتكامل الصورة، ولكن تكملة لأخلاقيات المعلم كي نكون منصفين، ونحن نتحدث في الخطاب الديني.. يجب أن نوازن الأمور كما وازنها الكتاب الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
لقد أنصف الله -سبحانه وتعالى- كل الناس، وكل الأصدقاء حتى تحدث عن يعني سبحان الله! مقبولات الكفار، وآرائهم، وأفكارهم، فهذا من باب عرض الأمور بوضوح.. ثم بعد ذلك الطريق المستقيم، فكيف أحدث أنا المعلم عن وجوب وجود أخلاقيات معينة بينه.
وجب أن تهيأ له.. كيف أظلمه ظلما بينا؟ يعني سواء المعلم أو المعلمة.. يعني وقع تحت دائرة كما قلت في حلقة سابقة دائرة كبيرة، معذرة من مش الضغوط، ولكن من المتباينات أو المتفرقات.. بمعنى أن المعلم أمامه عدد من التلاميذ أو التلميذات يفوق.. يعني التصور الذي نتصوره ما معنى هذا؟
هي إحصائية عن المنظمات الدولية العرب دول العربية تقريبا 300مليون العرب مجتمعين تقريبا يساوي عدد الأفراد أو سكان الولايات المتحدة الأمريكية يعني العرب إذا كانوا 300مليون تقريبا.. الولايات المتحدة أيضا تقريبا 298مليون فيعني العدد متقارب ، تجد أن مثلا في مدارس الروضة أو الحضارة عندنا في البلاد العربية 143ألف معلم، في دور الحضانة كل معلم له 20 تلميذ أو تلميذة، يعني أنا أريد من الإخوة المشاهدين، والمشاهدات من إحصائيات ما أقوله من إحصائيات موثقة حتى نعين المعلم على أداء رسالته أنا يعني كما قال شاعرنا العربي
ألقاه مكتوفا في الماء وقال له
إياك إياك أن تبتل بالماء .
هذا أمر يعني.. يعني أنا أعطيك فتات من القوت، وأعطيك عدد كبير من التلاميذ ثم أقول: هذا هو المنهج، ولابد أن تبلغه هذه المسألة.. أنا أكلفه فقط طاقة.. أنا لابد أن أعينه.. يعني كما أطالبه، والله يعني لولا وجود فضل الله في الدين عند ثقة المعلم، والمعلمة، والله ليأس، وشعر بالإحباط، وسبحان الله! مل؛ لأنه لا يقدر حقيقة لا يقدر، وبالعكس كما قلت نحن العرب ننظر أحيانا إلى المعلم، معلم الحضانة، ومعلم المرحلة الابتدائية.. يعني أنه شيء أقل.. يعني والله هذا معلم في مدرسة ابتدائية وهو هذا أعظم الناس أداء.. ما شاء الله عليه؛ لأنه يحول ولدي، وابنتي من أمي إلى متعلم، ومن جاهل لا يقرأ ولا يكتب إلى إنسان يقرأ ويكتب، ويعطيه المدارك الأولى.
فالحقيقة أنا أرى والله أعلم أن معلم، ومعلمة الحضانة، ومعلم، ومعلمة المدارس الابتدائية هذا يكون أكثر، وأكبر يعني راتب في المرتبات على مستوى دولنا العربية والإسلامية يجب ألم أراه يعني أنا لو أسست الولد، والبنت.. يعني بجهد وبدراسة لابد أن أحصل على ثقتي، أنا أعود إلى الإحصائية، وأقول 143 ألف معلم ومعلمة لدور الحضانة في بلادنا العربية ، كل معلم أمامه 20 تلميذ ، في أمريكا، عندهم 429 ألف معلم ، كل معلم أمامه 17تلميذ، بلد مثلا تقارن بينها وبين ألمانيا ، مصر وألمانيا تقريبا العدد متقارب يعني عدد الأفراد اللي فيها تقريبا 80 مليون لكل منهما في مصر 22 ألف معلم ومعلمة في الحضانة كل واحد يدرس 24 ، في ألمانيا 189معلم ومعلمة للحضانة كل مدرس يدرس 12 تلميذ أو تلميذة، يعني كل 12 تلميذ لهم معلم في ألمانيا.. كل 24 تلميذ أو ملحق في مدارس الروضة، والحضانة في مصر يعني بضرب مثال كبلد عربي متقدم في مسألة التعليم، وله باع طويل ليست عنصرية، ولا غيره هذه بيانات لا تعرف مجاملات، ولا عواطف.. هذه البيانات تقرر أو آخر الإحصائيات الموثقة لدى المنظمات الدولية كل معلم في مصر أمامه 24 ولد أو بنت.
كل معلم حضانة أو معلمة في ألمانيا يوجد 12 فقط ، يعني النسبة موجود، إذا قفزنا إلى المراحل الابتدائية فنجد أن الدول العربية فيها 1.8مليون معلم، ومعلمة يعني لا تقلقوا مني، وأنا أذكر هذه الإحصاءات، والبيانات.. لكن نحن نريد أن نتكلم عن أخلاقياتنا.. يعني عمر بن الخطاب لما رأى غلمان حاطب بن أبي بلتعة، وقد أخذوا بعير الرجل رجل جاء من خارج البادية دخل على المدينة فأخذ غلمان حاطب بعير الرجل، وذبحوه، وأكلوه.. فلما جاء صاحب البعير بعد لما دخل المسجد يصلي، ورأى بعيره قد أكل شكى لأمير المؤمنين.. فلما علم عمر (رضي الله عنه) هم الذين ، فلما علم عمر جاء بسيدهم الذي يعلمون عنده، وقال تجيعونهم ثم تتركونهم، وسأل الأعرابي بكم تريد بعيرك؟ قال: بكذا فضاعف عمر الثمن للأعرابي نكاية لهذا الرجل الذي جعل غلمانه، وأخذ من حاطب المبلغ، وأعطاه لصاحب البعير لكي يشتري بعيرا غيره، ويعود إلى قبيلته مرة أخرى، وقال لو سرقوا مرة أخرى لقطعت يدك أنت، يعني انظر إلى المسألة من الخطورة.. أن عمر كيف ربط المسألة، يعني ما أخذ المسألة أن هؤلاء سرقوا بعيرا.. فيجب أن تقطع أيديهم.. قال: ما الدوافع التي أدت أنا لما أطالب معلم بأن يأتي الساعة السابعة صباحا، ويعود الساعة الرابعة، ويجب أن يكون مخلصا في الحصص الدراسية، ويجب أن يفهم أبناءنا، ويفهم بناتنا، وأن تكون معلماتنا على مستوى معين من كذا، وأن يكون أداءه مشرفا، وأن يكون ثيابه حسنة، وأن يكون، وأن يكون.. يعني سبحان الله!
المعلم يذهب إلى المدرسة ربما في المرتبة العامة، ويجب بعض التلاميذ الذين أتوا يعني سبحان الله! سائق السيارة الذي يأتي ربما راتبه أكبر من راتب التلميذ الذي يدرس له.. يعني هذا خلل.. إنما نحن إذا أردت أن تطاع فأمر بما تستطاع.. فأنت عندك في قضية المدارس في الدول العربية عندنا 1.8مليون في المرحلة الابتدائية لكل معلم 22 تلميذ أمامه.
طبعا نتكلم في أمريكا وهي عدد سبحان الله! كل معلم له 15 تلميذ من المراحل الابتدائية؛ لأن عندهم 1.7معلم ، إذا أتينا أيضا مقارنة بين ألمانيا كدولة أوروبية، وبين مصر نفس العدد ، في مصر 373 ألف لكل تلميذ 26 معلم، وتلميذ هم في المراحل الابتدائية ، ألمانيا 234ألف معلم، على كل 14 تلميذ، وتلميذة.
هناك معلم أو معلمة وانظر الفرق أنا أمامي 14 يعني سبحان الله العظيم! تلميذ غير ما يكون أمامي 26.
طبعا إذا ذهبنا إلى المرحلة الإعدادية ها نرجع برضه لنفس النسب ما بين عشرين في المرحلة الإعدادية لكل معلم في مصر ، وفي ألمانيا 13 تلميذ، وتلميذة لكل معلم، في أمريكا 15 تلميذ في المراحل الإعدادية له معلم.
إذا قفزنا في المراحل الثانوية وهي المرحلة التي سوف يعني تدخل الجامعة ها تجد في أمريكا 727 ألف معلم لكل 15 تلميذ لهم معلم، في دولنا غير ذلك، ثم بعد ذلك هناك كارثة كبرى يعني تحيق بالمعلم بعد خدمة 40 سنة في مراحل التعليم، ولكن نرجئ هذه الكلمات الصعبة، ولكن بعد الفاصل إن شاء الله لنواصل، ونحن نتكلم عن حقوق المعلم، ونحن نطالبه بأخلاقيات معينة..
كونوا معي بعد الفاصل أهلا بكم.
فاصل
*************************************************
مرحبا بكم أحبتي في الله مرة أخرى، ونحن نواصل حديثنا عن حقوق المعلم.. يعني كما تحدثنا من قبل عن معايير خلق المعلم وجب علينا أن نكون منصفين لنحدث المعلم عن حقوقه في دولنا العربية، والإسلامية.. يأتي بالنسبة قلت قبل الفاصل بعد أن يخدم المعلم في مدارسنا، ومعاهدنا على مدى 40 سنة.. يعني بعد ما يتخرج في بداية العشرينات، ووصل إلى الستين مثلا، وأحيل إلى التقاعد. نفاجئ أن المعلم في كثير من الدول العربية يصل معاشه الشهري بعد التقاعد، وبعد أن بلغ من الكبر عتيا، وبعد لا أن لا يستطيع أن يؤدي في مراكز أخرى، وكمثال نأخذه كمستشار؛ لأن الخبر في الحياة التعليمية إدارة، وعلما، وتعليما، ودرس، ودرس حقيقة يجيب أن يستفاد من خبرته بعد هذا العمر.. فتجد أن المعلم بعد خبرة أربعين سنة معاشه الشهري تقريبا في كثير من الدول العربية يساوي 200دولار..
أنا أتكلم عن الدولار؛ لأن الكل يعرف العملة، وقيمتها مائتي دولار هذه قيمة إنسان خدم أبناءنا حتى لو أربعين سنة وهو يدرس مثلا في 5 صفوف كل صف فيه أربعين فهو يدرس على الأقل 200سنويا لما مائتين سنويا في أربعين على مدى الأربعين سنة هو على الأقل تخرج من تحت يديه 10 آلاف متعلم في مادة تخصصه.. سواء في اللغة العربية.. في الحساب.. في العلوم.. في أي شيء أو في أي مادة من المواد تجد أن هذا الإنسان تخرج من تحت يديه 10 آلاف كانوا أميين، وصاروا بعد ذلك منهم الطالب الباحث، ومنهم الرجل المسئول، ومنهم الرياضي، وبعد هذه الكلمات التي خدمها للأمة.. يعني هو قدم لنا عشرة آلاف على الأقل من تحت يديه المتعلمين.. يعني اللي لهم كيان في المجتمع.. يعني أو لهم تأثير في المجتمع.. سبحان الله!
فنحن نقدم له خدمة جليلة، والله أنت خدمت أربعين سنة، وخرجت من تحت يديك هذا العدد الكبير.. هناك في المقابل من تلاميذه لاعب كرة من ركلة قدم معينة ، أخذ أربعين مليون، ولكن هو اللعب بعقله أو يعني إجهاد عقله هذا وجهده، وبقايا التلوث من الطباشير الذي يكتب به على السبورة اللي دخل في صدره، وكمية الحساسية، وكمية السعال، والأمراض التي تأتي إليه بسبب الإدارة..
إدارة المنهج، وإدارة الأولاد، وتحمله الأولاد، والأولاد حقيقة.. يعني عبارة عن كتلة نشاط، وبعد ذلك يعني نعطيه 200 دولار شهريا معاش، وتقدير لهذا الرجل الذي قدم لنا كل هذا لوطننا، ولبلدنا في أي بلد عربي، وإسلامي في المقابل زميله المعلم الأمريكي تقريبا معاشه لا يقل عن 5 آلاف دولار شهريا سبحان الله! هذه نقطة.
أيضا القضية الثانية في قضية، ونحن نعيش عالم الإحصاء كي لا أهضم الناس حقوقهم، ولكن لابد من موازنة لابد؛ لأنك إذا كنت مسئولا أنا على مسئولية، والمعلم أيضا عليه مسئولية أخرى... تعال إذا قضية الإنفاق علي البحث العلمي في دولنا أكبر بلد عربي من الدول العربية لا يتعدى الإنفاق على البحث العلمي 0.5% من ناتجها القومي.. الكيان الصهيوني ينفق 5% من الناتج القومي على البحث العلمي.. أمريكا تنفق 2.7 % سنويا يعني ما يعادل 400 مليار دولار سنويا أكثر من الناتج القومي لبعض الدول العربية ، يعني 400 مليار دولار على البحث العلمي هذا ما هو موجود..
عدد الباحثين في عالمنا العربي بالنسبة للي عندهم وقت للبحث، ومتفرغين لقضية الأبحاث العلمي.. معاذ الله -سبحانه وتعالى- عدد الباحثين لكل مليون في بعض الدول العربية 60 باحث ، يعني كل مليون مواطن عربي عندنا 60 باحث .
في دولة فنلندا 7000 باحث لكل مليون ، تخيل الفرق يعني فنلندا 7000 باحث لكل مليون.. إحنا عندنا سبحان الله! لا قوة إلا بالله.. يعني 60 باحث لكل مليون ثم نطالب بعد ذلك المعلم بأن يتقي الله في أبنائنا.. طبعا أنا أطالبه بأن يتقي الله في أبنائنا، ولكن يجب أن أطالب منه هذا الأمر حتى في البيع، والشراء تعريف يعني اللي يقال في البيع، والشراء يد لا تتم إلا إذا تمت الأخرى.. يعني إذا تم بيع لابد أن يكون هناك شراء، وإذا تم شراء لابد أن يكون فيه بيع، وفي العقود فيه إيجاب وقبول.
أنا أبيع لك هذا القلم مثلا.. فأنا أوجدت ثمنا معينا له، وأنت قبلت الثمن هذا، وبقبولك هذا الثمن أصبح العقل طيب، أنا مع المعلم لماذا لا أعيد مرة أخرى، وهذه كلمة أهمس فيها في آذان المسئولين، وأنا أعلم أن كثيرا جدا من مسئولينا الحمد لله رب العالمين.. يعني من فضل الله يعني مخلصين أكثر الإخلاص لدولهم.. لماذا لا نعيد حسباتنا مرة أخرى، ونعيد ترتيب الأولويات معينة؟ يعني لا ينظر إلى المهنة كما قلنا من قبل أن هذه مهنة عظيمة، وهذه مهنة غير عظيمة، هذه مهنة محترمة، وهذه مهنة وضيعة.. لا.. نحن يجب أن نقدر بالذات المعلم ده أساس القضية.. معيار قومي، ووطني كبير له.. لابد أن ننظر إلى المعلم هذه النظرة.. هذه النظرة تقتضي أن نعيد النظرة العامة لوضعه.. النظرة العامة المحيطة به.. النظرة العامة لقضية البحث العلمي.. النظرة العامة؛ لأن أبناءنا بعد أن يتعلموا من المعلم، وأن يتشرب منه أخلاق، وسلوكيات.. فإن أنا أرحت المعلم أرحت المسألة كلها.. يعني أنا إن أعطيت هذا المعلم قدرا كافيا يكفيه حياة محترمة حياة مستقرة.. يعني حال مستور.. يعني بالله عليك سوف يقرر هو تربية ابني، وتعليمه، وسوف أحصل على ولد متوازن ليس في الجانب العلمي فقط، ولكن في الجانب السلوكي.
فإذا كان قضية وزارات التربية والتعليم.. إذا كنا قد نسينا مدة معينة هذا الخلل الحاصل.. فأنا أرى أن أحد السدود، والموانع التي تمتنع الأخلاق وجود المؤسسة التعليمية السليمة التي أساسها الذي يقدم هذا المعلم الذي يقدم لابد أن أقدم له أنا أيضا.. يعني قبل أن أطالبه.. يعني مثال بسيط سعد بن أبي وقاص دخل عليه أبو الدرداء وهو أمير على فارس، ويعجن على عجيب.. قال: يا سلمان يعني وأنت أمير تصنع هذا؟ أين الخادم؟ قال: أرسلناه إلى السوق فلا أجمع عليه أمرين في وقت واحد.. يعني لا داعي أن يذهب إلى السوق إذا كان مخه مشتت.. عقله مشتت.. يذهب إلى السوق ليشتري، وفي عقله أن يعود ليصنع كذا، وكذا.. ربما لم يشتري الشيء المطلوب؛ لأنه غير مركز في الأمر..
فأنا كيف آتي أنا بمعلم في الصباح وهو يعلم أبناءنا في يد الولد قلم أو في يده ساعة تساوي راتب المدرس لمدة سنة.. فبالله عليك هذا المدرس، وله ابن، وله بنت، وله زوجه، وله بيت فيه إيجار، وفيه كهرباء، وفيه حالة مرضية، وهو لابد أن يرتدي، وهو لابد أن يركب مركبة معينة.. لماذا لا ننظر إليها؟ وننظر فقط إلى الخلل الفردي؟
هذا يجب أن أريحه حتى يستطيع أن يعطينا.. فإذا أرحناه.. يعني من كرم الله -عز وجل لو أكرمنا المعلم نحن أكرمنا أنفسنا.. لأن هذا هو الذي يؤثر في أبنائنا.. كثير من أبنائنا يسمع كلام المعلم، ولا يسمع كلام أبيه؛ لأنه متعلق بالمعلم هذا، ولذلك لما يأتي المعلم بأي حركة غير طبيعية أو كملة له أو سلوك خاطئ من الواجب، الدارسة سواء تتبع الدولة سواء أو مدارس خاصة أو غيره..
أنا كمدير مدرسة إذا جاء المعلم مدخن ، يعني أتردد في قبوله معلما لأبنائي في المدرسة.. أولا رائحة.. أولا ربما يراه الولد في سلوكه، ومقتنع أن المعلم ما يصنعه كله فهو صحيح مثلا.. يعني هذه قضية أن يكون هناك واحد مستهتر أو متعالي أو متغطرس أو عصبي لا.. لابد أن يدرس أيضا قبول المعلم من الناحية السيكولوجية من الناحية النفسية.. أنا إذا عينت معلما فأطالب بعض الدول، والهيئات بأن يأتي بشهادة بخلو من الأمراض.. هذا أمر طبيعي.. يعني قد يكون عنده أمر مرض هذا أمر طبيعي.
طيب بالله عليك إذا كان عنده مرض نفسي معين، ومكتئب، ومحبط، ومتكبر.. متعال.. متغطرس لا يقبل رأي الآخر.. لا يقبل النقاش.. فماذا يعلم؟
ما أطالب أنا منه عندما يكون بهذه الملكات.. أنا أيضا أتكلم في الحلقة.. أنا أريد أن أذهب معكم، وأروح وأجي ما بين حقوق، وواجبات.. أنا إذا طلبت الرجل أن يصنع كذا أو طالبت المعلم أن يعطيني كذا، وكذا.. لابد من إراحته هذا أمر، تخيل أمر إنني قد أرحت المعلم من ناحية الراتب سوف تختفي قضية الدروس الخصوصية..
أنا قلت في حلقة سابقة إن بعض من الدول تنفق عشرة مليار دولار كل عام على الدروس الخصوصية.. طيب هذه العشرة مليارات لو صبت في قضية التعليم نفسها، وصبت في قضية المعلم نفسه، وفي مؤسسات الدولة، وعمل الخير أكيد مائة بالمائة سوف يكون منتجا طيبا لنا؛ لأن سوف نستريح كأولياء أمور، وسوف يستيرح المعلم كمؤدي للعملية التعليمية، والموضوع متكامل.. يعني نحن لسنا شعبا، والمعلمين شعب آخر.
نحن كلنا سبحان الله! أبناء وطن واحد.. أبناء بيئة واحدة.. أبناء دين واحد.. لابد أن تتكامل، وتتضافر الجهود في عملية حسن تأدية هذه الرسالة، ولكن عندما نعطي المعلم هذه الراحة المادية، والراحة المعنوية، والتقدير المعنوي.. يعني أنا من واجبي كمدير مدرسة أو كوكيل وزارة، ومدير إدارة يجب أن آتي بالمعلمين المتميزين، ولابد من تقديرهم تقدير مادي، وتقدير معنوي.. يعني المعلم آه طبعا سوف يسعد إذا أعطيناه شهادة طيبة؛ لأنه ما شاء الله المعلم المتميز أو المثالي سبحان الله!
ومع هذا أيضا ورقة، وبجواره يسمى شيك.. يعني نعطي شيك هذه عملية حقيقة لابد أن ننظر إلى المسألة هكذا.. أردنا أن نتكلم عن أخلاقيات التعليم في بلادنا إن الحديث ذو شجون، ولكن قد بثثت بعض شجوني معكم أرجوا أن تكون قد وصلت كما خرجت..
أدعوا الله سبحانه وتعالى لكل العملية التعليمية بالسداد، وإخلاص النية، وأن نعود جميعا لإعلاء شئون بلادنا، وديننا من قبل من بعد شكر الله لكم، ونستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، ونلقاكم في الحلقة القادمة إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زائر

شكرا ليك يا ياسر

TITO7D