ي الوقت الذي لم يكد يفيق المصريون فيه من كارثة بيع الغاز المصري للكيان الصهيوني، ولا تزال أصداء هذه الفضيحة تدوي داخل أروقة المجالس النيابية والمحلية في مصر وتشغل جميع فئات الشعب جرَّاء الحقائق التي ظهرت مؤخرًا عن الصفقة التي تمَّت من خلال شركةٍ مصريةٍ مملوكة لرجل الأعمال حسين سالم ممثلة في بيع المليون وحدة حرارية لتل أبيب بسعر يتراوح ما بين 75 سنتًا و6.1 دولار بما يقل من التكلفة الحقيقية للغاز، حصل "إخوان أون لاين" على مستنداتٍ تكشف فضيحةً مماثلةً بطلها حوت من حيتان تجار الفول في مصر، وتؤكد قيامه بتوريد كمياتٍ كبيرةٍ من الفول للكيان الصهيوني بسعر أقل من السعر السائد بالسوق المحلي.
وتُفيد المستندات أن أحد كبار مصدري الحبوب في مصر قام بتصدير 22 طنًّا من الفول للكيان الصهيوني عبارة عن 880 جوالاً زنة 25 كيلو جرامًا للجوال الواحد- صافي الجوال 22 كيلو- بقيمة إجمالية بلغت 15620 دولارًا؛ أي بنحو ما يعادل 4 جنيهات و27 قرشًا رغم أن نفس الشخص يقوم بتوريد الفول للسوق المحلي بسعر يتراوح ما بين 6 إلى 8 جنيهاتٍ للكيلو!!.
الصفقة التي تم شحنها من ميناء الإسكندرية إلى حيفا كانت بتاريخ 10/12/2007م، أي قبل موسم الحصاد بأربعة أشهر، وهو التوقيت الذي شهد أزمةً حادةً في أسواق الفول نتيجة قلة المعروض بها.
والمعروف أن رغيفَ العيش وقرص الطعمية وطبق الفول ورأس بصل هو أمن قومي وغذائي لا يستطيع 84% من الشعب المصري الاستغناء عنها؛ حيث تُمثِّل هذه المنظومة أساس حياة المواطنين الذين يعتمدون عليها في حياتهم اليومية للتحايل على سوء الأحوال الاقتصادية وانخفاض الدخول.
صورة من المستند
اضغط على الصورة للتكبير
ورغم ذلك فإن منظومة الحياة التي يعتمد عليها المصريون في قوتهم اليومي- ويُشكِّل الفول فيها عنصرًا أساسيًّا لا غنى عنه- أصبحت الآن مهددةً بعد الارتفاعات المتلاحقة التي طرأت على أسعارها، إذْ وصل سعر الأردب "وهو وحدة قياس الحبوب في مصر" إلى 800 جنيه، وقفز سعر الكيلو إلى 8 جنيهاتٍ وهو سعر لم يصل إليه من قبل.
المستندات التي حصل عليها "إخوان أون لاين"، وفجَّرت قضية تصدير الفول المصري للكيان الصهيوني أثارت ردود أفعال غاضبة في أوساط المجتمع التجاري وأعضاء الغرف التجارية الذين اعتبروا أن ذلك يمثل مخالفةً صريحةً لأصول وقواعد التجار رغم موافقته للقانون والاتفاقيات المُوقَّعة بين مصر والكيان الصهيوني.
ورفض التجار مبدأ التعامل التجاري مع الكيان الصهيوني في ظل الأوضاع السياسية المتدهورة وتأزم القضية الفلسطينية والتي راح ضحيتها آلاف الشهداء على أيدي الصهاينة، مؤكدين أنه مهما كانت المكاسب المادية والاقتصادية الناتجة عن هذا التعامل فإنه لا يحق للتاجر الشريف خوض هذه التجربة- وأي مكاسبٍ حصل عليها هذا التاجر بتصدير الفول بسعر 4 جنيهات و27 قرشًا للكيلو في حين أن سعره المحلي يتراوح ما بين 6 إلى 8 جنيهاتٍ حسب الجودة!!.
الغرفة تستنكر
طلعت القواس نائب رئيس غرفة القاهرة التجارية أكد أن تعامل رجال الأعمال المصريين مع الكيان الصهيوني أمر مرفوض تمامًا لاسيما في ظل السياسة العدوانية للإدارة الصهيونية تجاه الدول العربية الشقيقة، خاصةً فلسطين ولبنان؛ وذلك رغم التطبيع السياسي مع الكيان وتوقيع اتفاقيات اقتصادية معه مما يسمح بالتبادل التجاري بين رجال الأعمال المصريين ونظرائهم الصهاينة.
ويُبدي القواس تشككه في سعر بيع الفول المصري للكيان والذي يقل عن السعر السائد بالسوق المحلي؛ لافتًا إلى أن التاجر يسعى لتحقيق ربحيةٍ كبيرةٍ في تعاملاته التجارية فليس من المنطق أن يقوم تاجرٌ بتصدير فول للصهاينة بسعر 427 قرشًا للكيلو رغم أن سعر السوق المحلي 8 جنيهات، إلا إذا كانت هناك أسباب مقنعة أو معوضة لما يلحق به ضرر جرَّاء فارق السعر.
لكن القواس يكشف عن 10 آلاف تاجر مصري يتعاملون مع الكيان الصهيوني في الخفاء، مشيرًا إلى أن القانون يسمح بالتعامل مع الكيان، خاصةً أن هناك اتفاقيات سياسية واقتصادية مُوقَّعة بين مصر والكيان منها اتفاقية "الكويز" التي تنص على ضرورة التزام مصدري المنسوجات والملابس الجاهزة بالحصول على مكونٍ صهيوني بنسبة 11% من المنتجات المصدرة للولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي فإن معظم أصحاب مصانع النسيج المصريين يتعاملون مع الكيان الصهيوني.
وقال: إن حجم التبادل التجاري بين مصر والكيان الصهيوني يزيد بنسبة 50% سنويًّا بسبب زيادة إجمالي الصفقات التجارية بين رجال الأعمال المصريين والصهاينة، كما توجد استثمارات ضخمة للمستثمرين العرب، خاصةً الخليجيين بالكيان.
ولفت نائب رئيس غرفة القاهرة إلى أن الغرفة لا تستطيع اتخاذ أي إجراءٍ تجاه تعامل أي تاجرٍ من أعضائها مع الكيان؛ نظرًا لأن هذا التصرف لا يتنافى مع القانون أو الاتفاقيات الدولية.
رفض قاطع
ورفض هشام عبد الشافي وكيل غرفة القاهرة التجارية قيام التجار المصريين باستيراد أو تصدير أي سلعٍ أو خدماتٍ للكيان مهما كانت الظروف والأوضاع السياسية؛ وذلك احترامًا لمشاعر الفلسطينيين الذين يتعرَّضون للعدوان الصهيوني يوميًّا، إضافةً إلى أنه يخالف أصول وقواعد التجارة المعمول بها في مصر منذ مئات السنين.
مصر تستورد الفول
وطالب عبد الشافي بحظر تصدير السلع الإستراتيجية للدول الأجنبية، خاصةً الكيان الصهيوني، موضحًا أننا نعاني من عجزٍ شديدٍ في أسواق الفول نتيجة انخفاض المعروض؛ حيث نقوم باستيراد 75% من الكميات المتداولة بالسوق المحلي من الخارج، مشيدًا بقرار المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة بشأن حظر تصدير الأرز؛ حيث أثَّر بشكلٍ إيجابي على مؤشرات الأسعار بالسوق المحلي خلال الفترة الماضية.
ويتفق معه في الرأي عبد اللاه العبودي عضو مجلس إدارة غرفة القاهرة التجارية ورئيس شعبة الأدوات الكهربائية بالغرفة، مشيرًا إلى أنَّ التجارَ الذين ينتمون للغرفة يجب أن يراعوا قواعد وأصول التجارة والتي تتلاءم مع احتياجات المواطنين، كما لا بد من السعي وراء المكاسب والأرباح المادية فقط.
وتساءل عن سرِّ بيع الفول المصري للكيان بسعرٍ يقل عن السعر السائد بالسوق المحلي؟!! وهو ما يؤكد أن جميع التعاملات مع الصهاينة يشوبها الغموض؛ حيث توجد مزايا أخرى بخلاف الأموال.
جبهة علماء الأزهر: تصدير الغاز للكيان الصهيوني حرام
الإخوان المسلمون يطالبون بوقف ضخ الغاز المصري إلى الصهاينة
موضوع: الا الفول ..حرااااااااااام 
الثلاثاء 13 مايو 2008, 11:53
