السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأفاضل وأخواتي الفضليات
تحية ملؤها حب هذا الدين
وطبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة مقعدا
الحقيقة وان كان الموضوع الذي سأتحدث فيه ان شاء الله في هذه الرسالة من الأهمية بمكان في أركان ديننا الحنيف
الا انني لا أنكر غرقي المتكرر في بحور نفسي الأمارة بالسوء والوقوع كثيرا في شرك الشيطان
على كل اسأل الله لنا جميعا النجاة والعصمة من الشيطان
انه الحياء
أحد صفات الله عز وجل التي اتصف بها بما يليق بجلال وجهه وعظمة سلطانه وكماله
وأحد صفات نبينا الكريم الذي كان أكثر حياءا من العذراء في خدرها
وأحد صفات صحابته وآل بيته والمؤمنين
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن سيدنا عثمان عليه رضوان الله ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة
اللهم اجعلنا منهم آمين
وان كان الحديث عن الحياء لا تنتظم فيه مجرد هذه الرسالة القصيرة الا انني ان شاءالله سأحاول أن اتبعها برسائل
في البداية أسوق اليكم هذا الحديث الشريف بين يدي عرض القضية
حدثنا محمد، هو ابن سلام، قال: أخبرنا عبد الوهاب، عن أيوب، عن حفصة قالت:
كنا نمنع عواتقنا أن يخرجن في العيدين، فقدمت امرأة، فنزلت قصر بني خلف، فحدثت عن أختها، وكان زوج أختها غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة،
وكانت أختي معه في ست، قالت: كنا نداوي الكلمى، ونقوم على المرضى،
فسألت أختي النبي صلى الله عليه وسلم: أعلى إحدانا بأس، إذا لم يكن لها جلباب، أن لا نخرج قال:
(لتلبسها صاحبتها من جلبابها، ولتشهد الخير، ودعوة المسلمين).
فلما قدمت أم عطية، سألتها: أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم
قالت: بأبي، نعم، وكانت لا تذكره إلا قالت بأبي، سمعته يقول: (يخرج العواتق، وذوات الخدور، أو العواتق ذوات الخدور، والحيض، وليشهدن الخير، ودعوة المؤمنين، ويعتزل
الحيض المصلى).
قالت حفصة: فقلت: الحيض فقالت: أليس تشهد عرفة، كذا وكذا
وان كان الشاهد الأساسي من هذا الحديث هو حث المسلمين جميعهم بلا استثناء لحضور صلاة العيد ومشاهدة تجمع المسلمون في هذه المناسبة الجليلة
الا انني توقفت عند هذا الحديث في أماكن أخرى
عن حفصة قالت:
كنا نمنع عواتقنا أن يخرجن في العيدين،
والعواتق جمع عاتق وهي الأنثى البالغة البكر التي لم تتزوج بعد
(يخرج العواتق، وذوات الخدور، أو العواتق ذوات الخدور، والحيض، وليشهدن الخير، ودعوة المؤمنين، ويعتزل الحيض المصلى
وذوات الخدور هن المحجبات المحجبات بالمعنى الحقيقي للكلمة وهن اللاتي لا يخرجن من بيوتهن الا لقضاء حوائجهن وفي بعض الحالات يرسلن الأماء حتى لا يخرجن من كثرة حيائهن
المعنى الذي ممكن أن نطلق عليه بأحد تعبيرات هذا العصر الحديث بأنه نموذجي
وليس الحجاب كما نعهده في أوساط بلادنا الإسلامية ( حجاب زوقيني يا ماما يعني ) انه عن حق نموذج
سبحان الله
وسبب توقفي عند هذا الحديث هو أنني أطلقت النظر في أركان الزمان لأبحث عن نساء بمثل هذا الحياء وارتد الىّ البصر خاسئا وهو حسير
فالمفاهيم قد اختلطت في اذهاننا عن المعاني الحقيقية لمرادفات الكلمات والصفات
فحياؤنا لم يعد في مقصوده كحيائهم
وعليه فلنقس الكثير من المفاهيم الأخرى
فقد اشربت قلوبنا مفاهيم حضارة غريبة تسيطر على عقول الأمم بشكل خفى
فنكتسب معتقداتنا دون أن نشعر أي نوع من الخبث يختلط بفهمنا للأشياء فهما صحيحا
وهذا بدوره فسح المجال لمثل هذه العجوز الشمطاء التي بلغت من العمر عتيا أن تخرج علينا بكل خبث ومكر الماكرين
لتنثر فكرها الخبيث في أركان أمتنا المسلمة
للدرجة التي خلعت فيها النقاب عن وجها القبيح وراحت تتبجح بقولها بأن الميراث يجب أن يكون بالتساوي بين الرجل والمرأة ولدرجة من الوقاحة بأن تقول
بأن للمرأة الحق في أن تقيم علاقة مع رجل تحبه ولو كان في اطار غير شرعي فالحب يبيح لها هذه العلاقة المحرمة استغفر الله
وتقول وأعوذ بالله مما تقول بأن الولد الشرعي الذي يأتي هو هذا الذي يأتي بين الرجل والمرأة اللذين يجمعهما علاقة حب بغض النظر عن طبيعة العلاقة شرعية أم لا
لأنها حتى لو كانت شرعية ولم يكن هناك مثل هذا الحب فالولد في هذه الحالة لا يكون هو الولد الشرعي
أرأيتم أي خبث وصلنا اليه
نرجوا نصر الله؟؟؟ وبيننا من يقول مثل هذا الخبث والتخريف
الله المستعان
انهم يلقون بالحياء في عرض المحيط
انهم يلقون بآخر طيورنا في شرك الشيطان
ادعو الله ان يكتسب كل منا وخصوصنا أخواتنا خلق الحياء
ونعمل على ذلك
وسأبدأ بنفسي ان شاءالله فمازال ينقصني الكثير للتحلي بمثل هذه الفضيلة
وان شاءالله سأحاول الحديث عن الحياء بانتظام وبالتفصيل في الأيام القادمة لعلنا نفهم ونتشبه
تحياتي للجميع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع: الحياء .. الفضيلة الغائبة ......!!! 
الثلاثاء 08 أبريل 2008, 22:03
